بعد ظهور فكرة التنمية المستدامة في ثمانينيات القرن العشرين بدأ التطبيق لمفاهيم الاستدامة في مجالات مختلفة، ومنها مجال الحفاظ على المدن التاريخية، وعرف ذلك بالحفاظ المستدام، الذي يهتم باستخدام الموروث الحضاري ذي القيمة؛ لتلبية الاحتياجات العصرية للمدن التاريخية كأسلوب للحفاظ على المورث واستمراريته؛ ليصل للأجيال القادمة بأحسن حال، وبالنسبة لمدينة صنعاء القديمة يعد العجز القائم في البيئة التعليمية أحد أهم المهددات لبقاء المدينة القديمة بصورتها الأصلية، خصوصاً في ظل الكثافة العالية الموجودة في المدينة للأطفال في سن المدرسة، فقد يؤدي هذا العجز إلى هجران السكان الأصليين للمدينة تاركين منازلهم، إما خالية عرضة للزوال أو لتستخدم بصورة مخالفة لوظيفتها الأصلية، وبالتالي تفقد المدينة القديمة خاصية مهمة وهي كونها منظومة متكاملة نابضة بالحياة.
يهدف البحث إلى تحسين البيئة التعليمية في مدينة صنعاء القديمة وفقاً لمفهوم الحفاظ المستدام، وبذلك يسهم في الحفاظ على المدينة القديمة ويجعلها تتمتع بحياة عصرية في إطار كينونتها المعمارية التاريخية الأصيلة، وفق منهجية تقوم على تحليل البيانات والإحصاءات المجمعة عن طريق النزول الميداني والإطلاع على المصادر المرجعية، وكذلك على التحليل المعماري الحضري لمدارس المدينة القديمة ومساجدها، والدراسة لإمكانية إدخال الوظيفة التعليمية لمساجدها. وكان من أهم نتائج البحث أن نصيب الطالب من مساحة الفصل في مدارس صنعاء القديمة صغير جداً يتراوح بين 0.4م2 و0.8م2، كما أظهر البحث أنه بالرغم من العجز في الفراغات التعليمية إلا أنه توجد مدارس في المدينة كمدرسة نشوان لا تعمل بطاقتها الكاملة، كما توصل إلى أنه توجد إمكانية لإعادة الوظيفة التعليمية لمساجد المدينة القديمة للمستويات الثلاثة الأولى من التعليم الأساسي.
الفراغات التعليمية، الحفاظ المستدام، المسجد، المدرسة، مدينة صنعاء القديمة.